كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> ذكر الغزالي في الدرة الفاخرة كلاماً طويلاً في كيفية قبض ملك الموت للأرواح منه أن ملك الموت يطعن الميت بحربة فتفر الروح ويقبض خارج البدن فيأخذها الملك في يده ترعد أشبه شيء بالزئبق على قدر الجرادة شخصاً إنسانياً هكذا قال والعهدة عليه وقال القرطبي‏:‏ قال علماؤنا مشاهدة ملك الموت وما يدخل على القلب منه من الروع والفزع أمر لا يعبر عنه لعظيم هوله وفظاعة رؤيته ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الذي يتبدى له ويطلع عليه وإنما هي أمثال تضرب وحكايات تروى ‏(‏تتمة‏)‏ قال النووي في بستانه‏:‏ مات الفقيه نجم الدين الكردي فرأيته فقلت له‏:‏ أحييت فقال‏:‏ أحييت قلت‏:‏ قال في الإحياء‏:‏ الموت أمر عظيم ولم يأتنا أحد بعده يخبرنا عن حقيقته ولا يعرف حقيقته إلا من ذاقه فأخبرنا عنه فقال‏:‏ وإن كان صعباً لكنه لحظة يسيرة ثم تنقضي‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة محمد بن منصور الهاشمي ‏(‏عن أنس‏)‏ وفيه محمد بن قاسم البلخي قال ابن الجوزي‏:‏ وضاع وأورد الحديث في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن فيه مرسلاً جيداً يشهد له‏.‏

7379 - ‏(‏لن‏)‏ قال الطيبي‏:‏ لن لتأكيد النفي في المستقبل وتقريره ‏(‏تخلو الأرض من ثلاثين‏)‏ رجلاً ‏(‏مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون‏)‏ وهؤلاء هم الأبدال كما سبق وفيه رد على من أنكر وجودهم كابن تيمية ومما يؤيد ذلك قول الشافعي في بعض أصحابه كنا نعده من الأبدال وقول البخاري في بعضهم كانوا لا يشكون أنه من الأبدال ولن كلا في نفي المستقبل لكنه أبلغ وهو حرف مقتضب عند سيبويه وقيل أصله لا أن‏.‏

- ‏(‏حب في تاريخه‏)‏ من حديث محمد بن المسيب عن عبد اللّه بن مرزوق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ثم قال أعني ابن حبان‏:‏ وابن مرزوق هو الطرسوسي لا البرزوني يضع الحديث لا يحل ذكره إلى للقدح فيه اهـ‏.‏ وحكاه عنه في الميزان وأورد له هذا الخبر ثم قال‏:‏ هذا كذب اهـ‏.‏ وبه يعرف اتجاه جزم ابن الجوزي بوضعه ومن ثم وافقه على ذلك المؤلف في مختصر الموضوعات من بيان وضعه وما صنعه المؤلف هنا من عزوه لمخرجه ابن حبان وسكوته عما عقبه به غير صواب‏.‏

7380 - ‏(‏لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن فيهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا بدل اللّه مكانه آخر‏)‏ تمامه عند مخرجه الطبراني قال سعيد‏:‏ سمعت قتادة يقول لسنا نشك أن الحسن منهم وهؤلاء هم الأبدال المشار إليهم في حرف الباء‏.‏

- ‏(‏طس عن أنس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

‏[‏ص 301‏]‏ 7381 - ‏(‏لن تزال أمتي علي سنني ما لم ينتظروا بفطرهم طلوع النجوم‏)‏ أي ظهورها للناظر واشتباكها‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه الواقدي وهو ضعيف اهـ‏.‏ فرمز المصنف لحسنه لعله لاعتضاده‏.‏

7382 - ‏(‏لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب اللّه له النار‏)‏ أي دخولها لما ارتكب من فعل الكبيرة‏.‏

- ‏(‏ه عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

7383 - ‏(‏لن تقوم الساعة حتى يسود كل أمة منافقوها‏)‏ نفاقاً عملياً أما الحقيقي فهو وإن كان من الأشراط لم توجد الكلية فيه إلى الآن‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا الأوسط ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ وفيه حسين بن قيس وهو متروك ذكره الهيثمي وفي الحديث قصة‏.‏

7384 - ‏(‏لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها والمهدي في وسطها‏)‏ أراد بالوسط ما قبل الآخر لأن نزول عيسى لقتل الدجال يكون في زمن المهدي ويصلي عيسى خلفه كما جاءت به الأخبار وجزم به جمع من الأخيار وقال مقاتل في ‏{‏وإنه لعلم للساعة‏}‏ إنه المهدي يكون في آخر الزمان‏.‏

- ‏(‏أبو نعيم في‏)‏ كتاب ‏(‏أخبار المهدي‏)‏ أي الذي جمع فيه الأخبار الواردة فيه ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ظاهره أنه ليس في أحد الستة التي هي دواوين الإسلام وإلا لما أبعد النجعة والأمر بخلافه فقد رواه منهم النسائي‏.‏

7385 - ‏(‏لن يبتلى عبد بشيء‏)‏ من البلايا ‏(‏أشد من الشرك‏)‏ باللّه تعالى والمراد الكفر، وخص الشرك لغلبته حينئذ ‏(‏ولن يبتلى بشيء بعد الشرك أشد من ذهاب بصره ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر اللّه له‏)‏ ذنوبه، وظاهره الشمول للصغائر والكبائر، ويحتمل التقييد بالصغائر على منوال ما تقدم في نظائره‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن بريدة‏)‏ ابن الحصيب قال المنذري والهيثمي‏:‏ فيه جابر الجعفي وفيه كلام سبق‏.‏

7386 - ‏(‏لن يبرح هذا الدين قائماً‏)‏ قال الراغب‏:‏ برح ثبت في البراح وهو المحل المتسع الظاهر ومنه ‏{‏لا أبرح‏}‏ وخص بالإثبات لأن برح وزال اقتضتا معنى النفي ولا للنفي والنفيان يحصل منهما الإثبات ‏(‏يقاتل عليه‏)‏ جملة مستأنفة بياناً للجملة الأولى وعداه بعلى لتضمنه معنى يظاهر ‏(‏عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة‏)‏ يعني أن هذا الدين لم يزل قائماً بسبب مقاتلة هذه الطائفة وفيه بشارة بظهور أمر هذه الأمة على سائر الأمم إلى قيام الساعة قال ابن جماعة‏:‏ ولعله بدعوة النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم التي دعاها لأمته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم‏.‏

- ‏(‏م‏)‏ في الجهاد ‏(‏عن جابر بن سمرة‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

‏[‏ص 302‏]‏ 7387 - ‏(‏لن يجمع اللّه على هذه الأمة‏)‏ أمة الإجابة ‏(‏سيفين‏:‏ سيفاً‏)‏ بدل مما قبله ‏(‏منهما‏)‏ أي هذه الأمة في قتال بعضهم لبعض أيام الفتن والملاحم ‏(‏وسيفاً من عدوها‏)‏ من الكفار والذين يقاتلونهم في الجهاد بمعنى أن السيفين لا يجتمعان فيؤديان إلى استئصالهم ولكن إذا جعلوا بأسهم بينهم سلط عليهم العدو وكف بأسهم عن أنفسهم وقيل معناه محاربتهم إما معهم أو مع الكفار‏.‏

- ‏(‏د عن عوف بن مالك‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الصدر المناوي‏:‏ فيه إسماعيل بن عياش وفيه مقال معروف‏.‏

7388 - ‏(‏لن يدخل النار رجل شهد بدراً‏)‏ أي وقعة بدر ‏(‏والحديبية‏)‏ أي صلح الحديبية قال ابن حجر‏:‏ وهذه بشارة عظيمة لم تقع لغيرهم‏.‏

- ‏(‏حم عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه رمز المصنف لحسنه وقال ابن حجر في الفتح‏:‏ إسناده على شرط مسلم‏.‏

7389 - ‏(‏لن يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يشرب الخمر فإذا شربها خرق اللّه عنه ستره وكان الشيطان وليه وسمعه وبصره ورجله يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير‏)‏ فإنه إذا شربها صار عقله مع الشيطان كالأسير في يد كافر يستعمله في رعاية الخنازير وحمل الصليب وغير ذلك فإذا أدمن شربها صار الشيطان من جنده كما قيل‏:‏

وكنت امرءاً من جند إبليس فارتقى * بي الحال حتى صار إبليس من جندي

فيصير إبليس من جنده ومن أعوانه وأتباعه وهؤلاء هم الذين غلبت شقوتهم واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة‏.‏

- ‏(‏طب عن قتادة بن عياش‏)‏ الجرشي وقيل الرهاوي روى عنه ابنه هشام أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم عقد له لواءاً ورواه الحاكم عن ابن عمر وصححه‏.‏

7390 - ‏(‏لن يشبع المؤمن من خير‏)‏ أي علم وقد جاء تسميته خيراً في عدة أخبار ‏(‏يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة‏)‏ أي حتى يموت فيدخل الجنة قال الطيبي‏:‏ شبه استلذاذه بالمسموع بالتذاذه بالمطعوم لأنه أرغب وأشهى وأكثر اتباعاً لتحصيله وحتى للتدريج في استماع الخير والترقي في استلذاذه والعمل به إلى أن يوصله الجنة ويبلغه إياها لأن سماع الخير سبب العمل والعمل سبب دخول الجنة ظاهراً ولما كان قوله يشبع فعلاً مضارعاً يكون فيه دلالة على الاستمرار تعلق به حتى اهـ‏.‏ وقال ابن الملقن‏:‏ فيه أن من شبع فليس بمؤمن وناهيك به منفراً من القناعة في العلم وسره ‏{‏وقل رب زدني علماً‏}‏‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في العلم ‏(‏حب‏)‏ كلاهما ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري وفيه عند الترمذي دراج عن أبي الهيثم قال أبو داود‏:‏ حديث دراج مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم‏.‏

7391 - ‏(‏لن يعجز اللّه هذه الأمة من نصف يوم‏)‏ تمامه كما في الطبراني من حديث المقدام يعني خمس مئة سنة‏.‏

- ‏(‏د ك‏)‏ في الفتن ‏(‏عن أبي ثعلبة‏)‏ الخشني قال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي ورواه الطبراني أيضاً قال الهيثمي‏:‏ وفيه بقية مدلس‏.‏

‏[‏ص 303‏]‏ 7392 - ‏(‏لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً‏)‏ قال الحكيم‏:‏ اليسر الأول هو ما أعطي العبد من الآلة والعلم والمعرفة والقوة فلولا النفس التي تحارب صاحبها تدفع ما يريد إفساده عليه لكان الأمر يتم فإنه قد أعطي يسر ما به يقوم الأمر الذي أمر به لكن جاءت النفس بشهواتها والعدو بكيده فاحتاج إلى يسر آخر فإذا جاء العون انهزمت النفس والشهوة وهرب العدو وبطل كيده فهذا ليس يسر فهما يسران لن يغلبهما هذا العسر الذي بينهما وهو مجاهدة النفس حتى يأتيك اليسر الثاني وهو العون من اللّه بعطفه عليك كرر ذلك اتباعاً للفظ الآية إشارة إلى العسرين في المحلين واحد واليسر الأول غير الثاني لأن النكرة إذا كررت فالثاني غير الأول والمعرفة الثانية عينه قال ابن أبي جمرة‏:‏ كان علي كرم اللّه وجهه إذا كان في شدة استبشر وفرح أو في رخاء قلق فقيل له فقال‏:‏ ما من ترحة إلا وتبعتها فرحة وما من فرحة إلا وتبعتها ترحة فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في التفسير ‏(‏عن الحسن‏)‏ البصري ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال‏:‏ خرج النبي صلى اللّه عليه وسلم يوماً مسروراً فرحاً يضحك ويقول لن يغلب إلخ قال المصنف‏:‏ صحيح الإسناد لكن في مراسيل الحسن خلاف فبعضهم صححها وبعضهم قال‏:‏ هي كالريح لأخذه عن كل أحد وأفاد الزيلعي أن ابن مردويه رفعه إلى جابر في تفسيره برفعه‏.‏

7393 - ‏(‏لن يفلح قوم ولوا‏)‏ وفي رواية ملكوا ‏(‏أمرهم امرأة‏)‏ بالنصب على المفعولية وفي رواية ولي أمرهم امرأة بالرفع على الفاعلية وذلك لنقصها وعجز رأيها ولأن الوالي مأمور بالبروز للقيام بأمر الرعية والمرأة عورة لا تصلح لذلك فلا يصح أن تولى الإمامة ولا القضاء قال الطيبي‏:‏ هذا إخبار بنفي الفلاح عن أهل فارس على سبيل التأكيد وفيه إشعار بأن الفلاح للعرب فتكون معجزة‏.‏

- ‏(‏حم خ‏)‏ في المغازي والفتن ‏(‏ت‏)‏ فيه ‏(‏ن‏)‏ في القضاء ‏(‏عن أبي بكرة‏)‏ قاله لما بلغه أن فارس أملكوا بوران ابنة كسرى فلذلك امتنع أبو بكرة عن القتال مع عائشة في وقعة الجمل واحتج بهذا الخبر‏.‏

7394 - ‏(‏لن يلج النار‏)‏ أي نار جهنم ‏(‏أحد‏)‏ من أهل القبلة ‏(‏صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏)‏ يعني الفجر والعصر كما في مسلم قال الطيبي‏:‏ لن لتأكيد النفي وتقريره في المستقبل وفيه دليل على أن الورود في ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏ ليس بمعنى الدخول وهذا أبلغ من لو قيل يدخل الجنة وخص الصلاتين لأن وقت الصبح وقت لذة الكرى فالقيام أشق على النفس منه في غيره والعصر وقت قوة الاشتغال بالتجارة فما يتلهى عن ذلك إلا من كمل دينه ولأن الوقتين مشهودان تشهدهما ملائكة الليل والنهار وترفع فيهما الأعمال فإذا حافظ عليهما مع ما فيهما من التثاقل والتشاغل فمحافظته على غيرهما أشد وما عسى أن يقع منه تفريط فبالحرى أن يقع مكفراً فلن يلج النار‏.‏

- ‏(‏حم م د ن‏)‏ كلهم في الصلاة ‏(‏عن عمارة‏)‏ بضم أوله والتخفيف ‏(‏ابن أويبة‏)‏ كذا هو في خط المصنف بالهمزة والظاهر أنه سبق قلم وإنما هو رويبة براء مهملة أوله وموحدة مصغراً كذا رأيته بخط الحافظ بن حجر في الإصابة وهو الثقفي الكوفي ولم يخرجه البخاري وما ذكره المصنف أن هؤلاء خرجوه عن عمارة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم غير صواب بل عمارة رواه عن أبيه رويبة يرفعه‏.‏

7395 - ‏(‏لن يلج‏)‏ وفي رواية لن ينال ‏(‏الدرجات العلى من تكهن‏)‏ أي تعاطى الكهانة وهي الإخبار عن الكائنات وادعاء معرفة الأسرار وكان في العرب منهم كثير ‏(‏أو استقسم‏)‏ أي طلب القسم الذي قسم له وقدر بما لم يقسم وما لم يقدر ‏[‏ص 304‏]‏ كان أحدهم إذا أراد أمراً كسفر ضرب بالأزلام فإذا خرج أمر في مضى مضى وإلا ترك ‏(‏أو رجع من سفر تطيراً‏)‏ كان أحدهم إذا أراد سفراً نفر الطير فإذا ذهب ذات اليمين سافر وإلا رجع قال في الفتح‏:‏ كان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح معهم غالباً لتزيين الشيطان ذلك وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ قال الهيثمي تبعاً للمنذري‏:‏ رواه الطبراني بإسنادين أحدهما رجاله ثقات وقال في الفتح‏:‏ رجاله ثقات لكني أظن أن فيه انقطاعاً لكن له شاهد عن عمران بن حصين خرجه البزار في أثناء حديث بسند جيد‏.‏

7396 - ‏(‏لن ينفع حذر من قدر‏)‏ أي لا يجدي إذ لا مفر من قضائه تعالى فهو واقع على كل حال والحذر بالتحريك الاستعداد والتأهب للشيء والقدر بالتحريك أيضاً القضاء الذي يقدره اللّه تعالى ‏(‏ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد اللّه‏)‏ أي الزموه يا عباد اللّه وزاد أحمد في روايته وإنه ليلقى القضاء المبرم فيعتلجان إلى يوم القيامة‏.‏

- ‏(‏حم ع طب‏)‏ من رواية إسماعيل بن عياش عن شهر بن حوشب ‏(‏عن معاذ‏)‏ بن جبير قال الهيثمي‏:‏ وشهر لم يسمع من معاذ ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة اهـ‏.‏ وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه‏.‏

7397 - ‏(‏لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم‏)‏ أي تكثر ذنوبهم وعيوبهم ويتركون تلافيها فيظهر عذره تعالى في عقوبتهم فيستوجبون العقوبة قال البيضاوي‏:‏ يقال أعذر فلان إذا كثرت ذنوبه فكأنه سلب عذره بكثرة اقتراف الذنوب أو من أعذر أي صار ذا عذر والمراد حتى يذنبون فيعذرون أنفسهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً‏.‏

<تنبيه> أورد في المناهج هذا الحديث في الغادر وجعله بغين معجمة ودال مهملة من الغدر والظاهر أنه تصحف عليه وإلا فالذي في كلام الجلة يعذروا بمهملة فمعجمة‏.‏

- ‏(‏حم د‏)‏ في الملاحم ‏(‏عن رجل‏)‏ من الصحابة وسكت عليه أبو داود ورمز المصنف لحسنه وفيه أبو البحتري وقد ضعفوه‏.‏

7398 - ‏(‏لو‏)‏ أي ثبت أن لأن لو لا تدخل إلا على فعل ‏(‏أن الدنيا كلها بحذافيرها‏)‏ أي جوانبها أو أعاليها واحدها حذفار وحذفور ‏(‏بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد للّه لكانت الحمد للّه أفضل من ذلك كله‏)‏ قال الحكيم‏:‏ معناه أنه لو أعطي الدنيا ثم أعطي على إثرها هذه الكلمة حتى نطق بها لكانت هذه الكلمة أفضل من الدنيا كلها لأن الدنيا فانية والكلمة باقية‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك ورواه عنه أيضاً الحكيم وغيره‏.‏

7399 - ‏(‏لو أن العباد لم يذنبوا لخلق اللّه خلقاً يذنبون ثم يغفر لهم وهو الغفور الرحيم‏)‏ لأن ما سبق في علمه كائن لا محالة وقد سبق في علمه أنه يغفر للعصاة فلو فرض عدم وجود عاص خلق من يعصيه فيغفر له وليس هذا تحريضاً للناس على الذنوب بل تسلية للصحابة وإزالة الخوف من صدورهم لغلبة الخوف عليهم حتى فر بعضهم إلى رؤوس الجبال للتعبد ‏[‏ص 305‏]‏ وبعضهم اعتزل الناس ذكره القاضي‏.‏ وقال التوربشتي‏:‏ لم يرد بهذا الحديث مورد تسلية المنهمكين في الذنوب وقلة احتفال منهم بمواقعتها على ما يتوهم أهل العزة بل مورده البيان لعفو اللّه عن المذنبين وحسن التجاوز عنهم ليعظموا الرغبة في التوبة والاستغفار والمعنى المراد من الحديث أنه تعالى كما أحب أن يحسن إلى المحسن أحب أن يتجاوز عن المسيء وقد دل عليه غير واحد من أسمائه ـ كالغفار الحليم التواب العفو ـ لم يكن ليجعل للعباد باباً واحداً كالملائكة مجبولين على التنزه من الذنوب بل خلق فيهم طينة ميالة إلى الهوى مفتتناً بما يقتضيه ثم كلفه التوقي عنه وحذره عن مداراته وعرفه التوبة بعد الابتلاء فإن وفى فأجره على اللّه وإن أخطأ الطريق فالتوبة بين يديه وأراد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أنكم لو كنتم مجبولين على ما جبلت عليه الملائكة لجاء بقوم يأتي منهم الذنب فيتجلى عليهم بتلك الصفات على مقتضى الحكمة فإن الغفار يستدعي مغفوراً كما أن الرزاق يستدعي مرزوقاً وقال الطيبي‏:‏ في الحديث ردٌّ لمن ينكر صدور الذنب عن العباد ويعده نقصاً فيهم مطلقاً وأنه تعالى لم يرد من العباد صدوره كالمعتزلة فنظروا إلى ظاهره وأنه مفسدة صرفة ولم يقفوا على سره أنه مستجلب للتوبة والاستغفار الذي هو موقع محبة اللّه عز ذكره ‏{‏إن اللّه يحب التوابين‏}‏ وفي الحديث ‏"‏إن اللّه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار‏"‏ وفيه ‏"‏للّه أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن‏"‏ وسره إظهار صفة الكرم والحلم والغفران ولو لم يوجد لا نثلم طرف من صفات الألوهية والإنسان إنما هو خليفة اللّه في أرضه يتجلى له بصفات الجلال والإكرام والقهر واللطف قال السبكي‏:‏ وفيه أن النطق بلولا يكره على الإطلاق بل في شيء مخصوص وعليه ورد خبر ‏"‏إياك واللو‏"‏ وذلك أنه من فاته أمر دنيوي فلا يشغل نفسه بالتلهف عليه لما فيه من الاعتراض على المقادير‏.‏

- ‏(‏ك عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص‏.‏

7400 - ‏(‏لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته‏)‏ أي صببته ‏(‏على صخرة لأخرج اللّه منها ولداً وليخلقن اللّه تعالى نفساً هو خالقها‏)‏ قاله حين سئل عن العزل وأشار بذلك إلى أن الأولى ترك العزل لأنه إن كان خشية حصول الولد لم يمنع العزل ذلك فقد يسبق الماء ولا يشعر به فيحصل العلوق ولا راد لقضاء اللّه والفرار من حصول الولد يكون لأسباب منها خوف علوق الزوجة الأمة لئلا يرق الولد أو خوف حصول الضرر على الولد المرضع إذا كانت الموطوءة ترضعه أو ضرراً من كثرة العيال إذا كان مقلاً وكل ذلك لا يغني شيئاً وليس في جميع صور العزل ما يكون العزل فيه راجي بل فيه معارضة للقضاء والقدر ذكره ابن حجر‏.‏

- ‏(‏حم والضياء‏)‏ المقدسي في المختارة وكذا البزار ‏(‏عن أنس‏)‏ قال‏:‏ سأل رجل النبي صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم عن العزل فذكره قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن ورواه أيضاً ابن حبان وصححه‏.‏

7401 - ‏(‏لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت‏)‏ لأن اللّه تعالى ضمنه له فقال‏:‏ ‏{‏وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها‏}‏ ثم لم يكف بالضمان حتى أقسم فقال‏:‏ ‏{‏وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنتم تنطقون‏}‏ ثم لم يكتف حتى أمر بالتوكل وأبلغ وأنذر فقال‏:‏ ‏{‏وتوكل على الحي الذي لا يموت‏}‏ فإن لم يطمئن بضمانه ولم يقنع بقسمه ولم يبال بأمره ووعده ووعيده فهو من الهالكين وقال الحسن‏:‏ لعن اللّه أقواماً أقسم لهم ربهم فلم يصدقوه وقال هرم بن حيان لابن أدهم‏:‏ أين تأمرني أن أقيم قال بيده‏:‏ ‏[‏ص 306‏]‏ إلى الشام قال‏:‏ وكيف المعيشة فيها قال‏:‏ أف لهذه القلوب لقد خالطها الشك فما تنفعها الموعظة‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث المسبب بن واضح عن يوسف بن أسباط عن الثوري عن ابن المنكدر ‏(‏عن جابر‏)‏ ثم قال‏:‏ تفرد به عن الثوري يوسف بن أسباط اهـ‏.‏ والمسيب ابن واضح قد سبق أن الدارقطني ضعفه ويوسف بن أسباط وقد مر تضعيفه ورواه البيهقي وأبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ والعسكري‏.‏

7402 - ‏(‏لو أن أحدكم يعمل‏)‏ لفظ رواية الحاكم لو أن رجلاً عمل عملاً ‏(‏في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة يخرج‏)‏ بالبناء للمفعول بضبط المصنف ‏(‏عمله للناس كائناً ما كان‏)‏ عبر بيعمل المفيد للتجدد والحدوث إشارة إلى أن هتك العاصي لا يكون إلا بعد تكرر ستره ويوضح ذلك ما رواه الترمذي عن جبير بن نصر أن ستور اللّه على المؤمنين أكثر من أن تحصى وإنه ليعمل الذنوب فيهتك عنه ستوره ستراً ستراً حتى لا يبقى عليه منها شيء فيقول اللّه للملائكة‏:‏ استروا عليه من الناس فتحف يه الملائكة بأجنحتها يسترونه فإن تاب رد اللّه عليه ستوره وإن تتابع في الذنوب قالت الملائكة‏:‏ ربنا غلبنا فاعذرنا فيقول اللّه‏:‏ خلوا عنه فلو عمل ذنباً في قعر بيت مظلم في ليلة مظلمة في جحر لبدا‏.‏

- ‏(‏حم ع حب ك‏)‏ في الرقاق ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي‏:‏ إسناد أحمد وأبو يعلى حسن‏.‏

7403 - ‏(‏لو أن أحدكم‏)‏ قال الطيبي‏:‏ لو هذه يجوز كونها شرطية وجزاؤها قال‏:‏ وكونها للتمني ‏(‏إذا نزل منزلاً قال أعوذ بكلمات اللّه‏)‏ أي كلمات علم اللّه وحكمته ‏(‏التامة‏)‏ السالمة من النقص والعيب وصفت به لنفع المعوذ بها فهي صفة مادحة كقوله ‏{‏هو اللّه الخالق‏)‏ ويحتمل كون المراد بالكلمات التامات الصفات السبع أو الثمان القديمة وهي الحياة والعلم إلخ وهي المعبر عنها بمفاتيح الغيب فعليه تكون الصفة موضحة ‏(‏من شر ما خلق لم يضره في ذلك المنزل شيء‏)‏ الشيء عند أهل السنة الموجود ويدخل فيه الموجودات كلها ‏(‏حتى يرتحل منه‏)‏ قال بعض الكاملين‏:‏ تخصيصه بالزمن المعين لأن المراد بالضرر المنفي ما يكون جسمانياً وأعظم ما فيه الموت فلو لم يختص بالزمن دخل فيه الأمور الكلية التي لا دخل للدعاء فيها فلا بد من التخصيص ليبقى على جزئيته فيفيد الدعاء والظاهر حصول ذلك لكل داع بقلب حاضر وتوجه تام فلا يختص بمجاب الدعوة‏.‏

- ‏(‏ه عن خولة بنت حكيم‏)‏ الأنصارية السلمية رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً مسلم بلفظ ‏"‏من نزل منزلاً فقال‏:‏ أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك‏"‏ وبلفظ ‏"‏إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه‏"‏‏.‏

7404 - ‏(‏لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي‏)‏ يجامع فالإتيان كناية عنه ‏(‏أهله‏)‏ حليلته ‏(‏قال‏)‏ حين إرادته الجماع لا حين شروعه فيه فإنه لا يشرع حينئذ كما نبه عليه الحافظ ابن حجر ‏(‏بسم اللّه اللّهم‏)‏ أي يا اللّه ‏(‏جنبنا الشيطان‏)‏ أي أبعده عنا ‏(‏وجنب الشيطان ما رزقتنا‏)‏ من الأولاد أو أعم والحمل عليه أتم لئلا يذهب الوهم في أن الإنس منهم لا يسن له الإتيان به إذ العلة ليست حدوث الولد فحسب بل هو وإبعاد الشيطان حتى لا يشاركه في جماعه فقد ورد أنه يلتف على إحليله إذا لم يسم والأهل والولد من رزق اللّه ويجوز كون إذا ظرفاً لقال وقال خبر لأن وكونها شرطية وجزاؤها قال والجملة خبر إن ‏(‏فإنه إن قضى‏)‏ ‏[‏ص 307‏]‏ بالبناء للمفعول أي قدر ‏(‏بينهما‏)‏ أي بين الأحد والأهل وفي رواية بينهم بالجمع نظر إلى معناه في الأصل ‏(‏ولد‏)‏ ذكراً أو أنثى جواب لو الشرطية ويمكن كونها للتمني ‏(‏من ذلك‏)‏ أي من ذلك الإتيان ‏(‏لم يضره‏)‏ بضم الراء على الأفصح وتفتح ‏(‏الشيطان‏)‏ بإضلاله وإغوائه ببركة التسمية ‏(‏أبداً‏)‏ فلا يكون للشيطان سلطان في بدنه ودينه ولا يلزم عليه عصمة الولد من الذنب لأن المراد من نفي الأضرار كونه مصوناً من إغوائه بالنسبة للولد الحاصل بلا تسمية أو لمشاركة أبيه في جماع أمه والمراد لم يضره الشيطان في أصل التوحيد وفيه بشارة عظمى أن المولود الذي يسمى عليه عند الجماع الذي قضى بسببه يموت على التوحيد وفيه أن الرزق لا يختص بالغذاء والقوت بل كل فائدة أنعم اللّه بها على عبد رزق اللّه فالولد رزق وكذا العلم والعمل به‏.‏

- ‏(‏حم ق 4 عن ابن عباس‏)‏‏.‏

7405 - ‏(‏لو أن أمراً اطلع‏)‏ بتشديد الطاء ‏(‏عليك‏)‏ أي إلى بيتك الذي أنت أو حرمك فيه ‏(‏بغير إذن‏)‏ منك له فيه احترازاً عمن اطلع بإذن ‏(‏فحذفته‏)‏ بحاء مهملة عند جمع أو بمعجمة عند آخرين قال الرافعي‏:‏ وهو الأشهر أي رميته ‏(‏بحصاة‏)‏ أو نحوها ‏(‏ففقأت عينه‏)‏ بقاف فهمزة ساكنة أي شققتها أو أطفأت ضوءها ‏(‏لم يكن عليك جناح‏)‏ أي حرج بدليل رواية مسلم ‏"‏من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه‏"‏ فيه رد على من حمل الجناح على الإثم ورتب عليه وجوب الدية كالحنفية أو القود كالمالكية ووجه الدلالة أن إثبات الحل يمنع ثبوت القود والدية وعند النسائي وأحمد ‏"‏من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينه فلا دية ولا قصاص‏"‏ وهذا صريح في ذلك ولهذا قال القرطبي‏:‏ الإنصاف خلاف ما قاله مالك إذ لم يثبت إجماع وللمسألة شروط وفروع محلها كتب الفقه‏.‏

- ‏(‏حم ق عن أبي هريرة‏)‏ رضي اللّه عنه ورواه النسائي في الديات عن سهل‏.‏

7406 - ‏(‏لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ أشرف على الشيء وأشاف وأشفى إذا اطلع عليه من فوق وفي رواية ذكرها ابن الأثير بدل لملأت لأفعمت ما بين السماء والأرض من ريح المسك أي ملأت اهـ‏.‏ وفيه إشارة إلى وصف بعض نساء الجنة من الضياء والريح الطيب واللباس الفاخر والأحاديث في هذا المعنى كثيرة أفردت بالتأليف‏.‏

- ‏(‏طب والضياء‏)‏ وكذا البزاز ‏(‏عن سعيد بن عامر‏)‏ اللخمي أو الجمحي شهد خيبر وكان زاهداً صالحاً ولى حمص لعمر وقال المنذري‏:‏ إسناده حسن في المتابعات قال الهيثمي‏:‏ وفيهما الحسن بن عنبسة الوراق لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف‏.‏

7407 - ‏(‏لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن‏)‏ أي في سفكه ظلماً ‏(‏لكبهم اللّه عز وجل على وجوههم‏)‏ كما في رواية الطبراني ‏(‏في النار‏)‏ نار جهنم وفي رواية للطبراني بدل لكبهم لعذبهم اللّه بلا عدد ولا حساب‏.‏ قال الطيبي‏:‏ لو للمضي وأن أهل السماء فاعل والتقدير لو ثبت اشتراك أهل السماء والأرض إلخ وكبهم بغير همز هو ما في أكثر الروايات قال التوربشتي‏:‏ وهو الصواب، وفي رواية بهمز قال‏:‏ قال الجوهري وهو من النوادر وقال الزمخشري‏:‏ لا يكون بناء فعل مطاوعاً بفعل بل همزة أكب للصيرورة أو للدخول فمعناه دخل في الكب‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الديات ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ ‏[‏ص 308‏]‏ الخدري ‏(‏وأبي هريرة معاً‏)‏ وقال‏:‏ غريب اهـ‏.‏ وتبعه البغوي فجزم بغرابته وفيه يزيد الرقاشي وقد سبق تضعيفه وسببه كما في المعجم للطبراني عن أبي سعيد أن قتل قتيل على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم فصعد المنبر فخطب فقال‏:‏ ألا تعلمون من قتله قالوا‏:‏ اللّهم لا فقال‏:‏ والذي نفس محمد بيده لو أن أهل السماء إلخ‏.‏

7408 - ‏(‏لو أن بكاء داود وبكاء جميع أهل الأرض يعدل بكاء آدم ما عدله‏)‏ بل ينقص عنه كثيراً وكيف لا يكثر البكاء وقد خرج من جوار الرحمن إلى محاربة الشيطان وهذه مزجرة بليغة وموعظة كافية كأنه قيل انظروا واعتبروا كيف نعيت على النبي صلى اللّه عليه وسلم المعصوم حبيب اللّه زلته نعى على نفسه طول حياته ودهره فلا تتهاونوا بما فرط منكم من السيئات والصغائر فضلاً عن أن تجسروا على التورط في الكبائر ذكر نحوه الزمخشري‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن بريدة‏)‏ الأسلمي ورواه عنه أيضاً الطبراني والديلمي قال الهيثمي‏:‏ ورجال الطبراني ثقات اهـ‏.‏ فاقتصار المصنف على ابن عساكر غير جيد‏.‏

7409 - ‏(‏لو أن حجراً مثل سبع خلفات‏)‏ جمع خلقة بفتح الخاء وبكسر اللام الحامل من الابل زاد أبو يعلى في روايته وأولادهن ‏(‏ألقى من شفير جهنم‏)‏ قال الحرالي‏:‏ من الجهامة وهي كراهة المنظر ‏(‏هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها‏)‏ فيا من الكلمة تقلقه والبعوضة تسهره والبرغوث يؤرقه تقوى على إلقائك فيها‏.‏

- ‏(‏هناد‏)‏ في الزهد ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك ورواه عنه أيضاً أبو يعلى باللفظ المزبور ولعل المصنف لم يرده حيث أبعد النجعة إلى هنا‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه يزيد الرقاشي ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

7410 - ‏(‏لو أن دلواً من غساق‏)‏ بالتخفيف والتشديد ما يغسق من صديد أهل النار يقال غسقت العين إذا سال دمعها وقيل الحميم يحرق بحره والغساق يحرق ببرده هكذا في الكشاف وفي الأساس هو ما يسيل من جلودهم أسود من غسقت وعين غاسقة إذا أظلمت ودمعت ‏(‏يهراق في الدنيا‏)‏ أي يصب فيها ‏(‏لأنتن أهل الدنيا‏)‏ أنتن الشيء تغير أو صار ذا نتن فنصب أهل غير صواب إنما الصواب رفعه كذا ذكره التوربشتي قال الغزالي‏:‏ فهذا ثوابهم إذا استغاثوا من العطش فيسقى أحدهم ‏{‏من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسبغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت‏}‏‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في صفة جهنم وقال‏:‏ إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد وفيه ضعف ‏(‏ك‏)‏ في الأهوال ‏(‏حب‏)‏ كلهم ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي‏.‏

7411 - ‏(‏لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة اللّه تعالى لحقره يوم القيامة‏)‏ لما يرى وينكشف له عياناً من عظيم نواله وباهر عظائه وظاهر هذا أن الرضاء من جملة المقامات التي يتوصل إليها بالاكتساب وهو ما عليه صوفية خراسان لكن جعله العراقيون من الأحوال الوهيبة لا الكسبية وجمع بأن بدايته كسبية ونهايته وهيبة‏.‏

- ‏(‏حم طب تخ عن‏)‏ أبي الوليد ‏(‏عتبة بن عبد‏)‏ السلمي صحابي شهير أول مشاهده قريظة قال المنذري‏:‏ رواة الطبراني ثقات إلا بقية وقال الهيثمي‏:‏ إسناد أحمد جيد وفي سند الطبراني بقية مدلس لكنه صرح بالتحديث وبقية رجاله وثقوا اهـ‏.‏ ومن ثم اتجه رمز المصنف لحسنه‏.‏

‏[‏ص 309‏]‏ 7412 - ‏(‏لو أن رجلاً في حجره دراهم يقسمها وآخر يذكر اللّه كان الذاكر للّه أفضل‏)‏ هذا صريح في تفضيل الذكر على الصدقة بالمال بأنواعها وعليه جمع كثيرون لكن ذهب آخرون إلى خلافه تمسكاً بأدلة أخرى‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي موسى‏)‏ الأشعري قال الهيثمي‏:‏ رجاله وثقوا اهـ‏.‏ ومن ثم رمز المصنف لحسنه لكن صحح بعضهم وقفه‏.‏

7413 - ‏(‏لو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب‏)‏ لشدته وحدته وهذا مسوق للتحذير منها والتحرز عما يقرب إليها يعني انظر أيها العبد مع ضعفك وقلة حيلتك وعدم احتمالك لحر الشمس ولطمة شرطي وقرصة نملة كيف تحتمل نار جهنم وضرب مقامع الزبانية ولسع حيات كأعناق البخت وعقارب كالبغال خلقت من النار في دار الغضب والبوار نفوذ باللّه من سخطه وعذابه‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن أنس‏)‏ ورواه الطبراني في الأوسط باللفظ المزبور عن أنس المذكور ولعل المصنف لم يستحضره حيث عدل لابن مردويه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه تمام بن نجيح ضعيف وبقية رجاله أحسن حالاً من تمام‏.‏

7414 - ‏(‏لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان في السنا‏)‏ نبت حجازي أفضله المكي دواء شريف مأمون الفائلة قريب من الاعتدال يسهل الأخلاط المحترقة ويقوي القلب وهذه خاصية شريفة ومنافعه كثيرة‏.‏

- ‏(‏حم ت ه ك‏)‏ كلهم في الطب ‏(‏عن أسماء بنت عميس‏)‏ قال الترمذي‏:‏ غريب وقال الذهبي‏:‏ صحيح‏.‏

7415 - ‏(‏لو أن عبدين تحابا في اللّه واحد في المشرق وآخر في المغرب يجمع اللّه بينهما يوم القيامة يقول هذا الذي كنت تحبه فيَّ‏)‏ وفيه فضل الأخوة في اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏ وفيه حكيم بن نافع قال الذهبي‏:‏ قال الأزدي‏:‏ متروك‏.‏

7416 - ‏(‏لو أن قطرة من الزقوم‏)‏ شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم والريح ويكره أهل النار على تناولها ‏(‏قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه‏)‏ قال‏:‏ حين قرأ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون‏}‏ قال أبو الدرداء‏:‏ يلقى عليهم الجوع حتى يعدل ما بهم من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة وعذاب أليم، والقصد بهذا الحديث وما أشبهه التنبيه على أن أدوية القلوب استحضار أحوال الآخرة وأحوال أهل الشقاء وديارهم فإن النفس مشفولة بالتفكر في لذائذ الدنيا وقضاء الشهوات وما من أحد إلا وله في كل حالة ونفس من أنفاسه شهوة سلطت عليه واستزقته فصار عقله مسخراً لشهوته فهو مشغول بتدبير حيلته وصارت لذته في طلب الحيلة أو مباشرة قضاء الشهوة فعلاج ذلك أن تقول لقلبك ما أشد غباوتك في الاحتراز من الفكر في الموت وما بعده من أهوال الموقف ثم عذاب جهنم وطعام أهلها وشرابهم فيها يورد على فكرة مثل هذا الحديث ويقول كيف تصبر على مقاساته إذا وقع وأنت عاجز عن الصبر على أدنى آلام الدنيا‏.‏

- ‏(‏حم ت ن ه حب ك عن ‏[‏ص 310‏]‏ ابن عباس‏)‏ قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح وقال جدي في أماليه‏:‏ هذا حديث صحيح وقع لنا عالياً ورواه عنه أيضاً الطيالسي وغيره‏.‏

7417 - ‏(‏لو أن مقعماً من حديد‏)‏ أي سوطاً رأسه معوج وحقيقته ما يقمع به أي يكف بعنف ‏(‏وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان‏)‏ الإنس والجن سميا به لثقلهما على الأرض أو لرزانة قدرهم ورأيهم أو لغير ذلك ‏(‏ما أقلوه من الأرض‏)‏ لم يقل ما رفعوه لأنهم استقلوا قواهم لرفعه ‏(‏ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت وعاد غباراً‏)‏ فانظر يا مسكين إلى هذه الأحوال والأهوال واعلم أن اللّه خلق النار بأهوالها وخلق لها أهلاً لا يزيدون ولا ينقصون فكيف يلذ عيش العاقل وهو لا يدري من أي الفريقين هو‏.‏

- ‏(‏حم ع ك‏)‏ في الأهوال ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي‏:‏ رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ضعفاء قد وثقوا‏.‏

7418 - ‏(‏لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها عندي‏)‏ إشارة إلى أن الدوام على الحالة الآتية عزيز وأن عدم دوام العبد على تلك الحالة لا يوجب معتبة لما طبع عليه البشر من الغفلة ‏(‏لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم‏)‏ قال في البحر‏:‏ معناه لو أنكم في معاشكم وأحوالكم كحالتكم عندي لأظلتكم الملائكة لأن حال كونكم عندي حال مواجيد وكان الذي يجدونه معه خلاف المعهود إذا رأوا الأموال والأولاد ومعه ترون سلطان الحق وتشاهدونه وترق أنفسكم‏.‏ قال أنس‏:‏ ما نفضنا أيدينا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا والذي زال عنهم هو سلطان النبوة القاهر لكل عدو، ألا ترى إلى قصة الرجل الذي باع أبا جهل إبلاً فمطله فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ أعط هذا حقه فأرعد وأجاب وهو عدوه الأكبر فهذا من سلطان النبوة وقهر الحق للأعداء ولم تصافحهم الملائكة عنده لأنها لم تكن حالتهم لكنها حالة الحق ولو كان ما يجدونه حالهم لكانت حالة ثابتة لهم ولكانت موهبة اللّه واللّه لا يرجع في هبته ولا يسلب كرامته إلا بالتقصير في واجباته ‏(‏ولو لم يذنبوا لجاء اللّه بقوم يذنبون كي يغفر لهم‏)‏ فيتوب عليهم وينيلهم جنته وإنما يخلي اللّه بين المؤمن والذنب ليبلغه هذه الدرجة ولو لم يخل بينه وبينه وسعى العبد في محاب اللّه كلها وتجنب مساخطه كلها ربما وجد نفسه قائمة بوظائف اللّه وساعية في طاعة ويرى لسانه ذاكراً فأعجبته نفسه واستكثر فعله واستحسن عمله فيكون قد انصرف عن اللّه إلى نفسه العاجزة الحقيرة الضعيفة القوة الدنية الصفة الأمارة بالسوء اللوامة التي هي معدن الآفات ومحل الهلكات‏.‏

- ‏(‏حم ت عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ قلنا يا رسول اللّه إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فذكره‏.‏

7419 - ‏(‏لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليها‏)‏ عندي من الحضور وذكر الجنة والنار ‏(‏لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة‏)‏ أي مصافحة معاينة وإلا فالملائكة يصافحون أهل الذكر ساعة فساعة فاتنفت مصافحتكم لانتفاء الحالة الحاصلة عنده وذلك لأن حالتهم عنده فرق وخشية من اللّه كما تقرر والخوف ‏[‏ص 311‏]‏ سبب لولوج نور اليقين في القلب وذا سبب لموت الشهوة ورفع الحجب وحينئذ يشاهد الأرواح الطاهرة المطهرة عياناً لارتفاع الموانع ذكره بعض الكاملين وقال البوني‏:‏ سر ذلك أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم مجمع الأنوار فإذا كان في مجلسه يتلقى كل منهم من أنواره ما في قوته فكأنهم في الغيبة والحضور يشاهدون ذلك على العيان لاجتماع المقامات والأطوار النورانية في وقت واحد فإذا رجعوا إلى مواطن أجسامهم ومراكز حسهم نقص ذلك وهو بالحقيقة لم ينقص بل أخذ كل منهم ما رجع به إلى عالمه لكن لما كان الحسن أغلب في الرجعة إلى الأهل كان الحكم غالباً في الظاهر لا الباطن ألا ترى أنهم إذا حضروا ثانياً تذكروا ما بطن عنهم بزيادة الفهم عن اللّه‏.‏

- ‏(‏ع‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن أنس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح غير غسان بن مرو وهو ثقة وفي الحديث قصة طويلة وهذا رواه مسلم بلفظ والذي نفسي بيده لو لم تدومون على ما تكونون عندي لمصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم‏.‏

7420 - ‏(‏لو أنكم توكلون على اللّه حق توكله‏)‏ بأن تعلموا يقيناً أن لا فاعل إلا اللّه وأن كل موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع من اللّه تعالى ثم تسعون في الطلب على الوجه الجميل والتوكل إظهار العجز والاعتماد على المتوكل عليه ‏(‏لرزقكم كما ترزق‏)‏ بمثناة فوقية مضمومة أوله بضبط المصنف ‏(‏الطير‏)‏ زاد في رواية في جو السماء ‏(‏تغدو خماصاً‏)‏ أي ضامرة البطون من الجوع جمع خميص أي جائع ‏(‏وتروح‏)‏ أي ترجع آخر النهار ‏(‏بطاناً‏)‏ أي ممتلئة البطون جمع بطين أي شبعان أي تفدو بكرة وهي جياع وتروح عشاءاً وهي ممتلئة الأجواف أرشد بها إلى ترك الأسباب الدنيوية والاشتغال بالأعمال الأخروية ثقة باللّه وبكفايته فإن احتج من غلب عليه الشغف بالأسباب بأن طيران الطائر سبب في رزقه فجوابه أن الهواء لا حب فيه يلقط ولا جهة تقصد ألا ترى أنه ينزل في مواضع شتى لا شيء فيها فلا عقل له يدرك به فدل على أن طيرانه في الهواء ليس من باب طلب الرزق بل هو من باب حركة يد المرتعش لا حكم لها فيتردد في الهواء حتى يؤتى برزقه أو يؤتى به إلى رزقه هذا الذي يتعين حمل طيران الطائر عليه أعني أنه لا حكم له في الرزق ولا ينسب إليه لأن المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم سماه متوكلاً مع طيرانه ولذلك مثل به والمكلف العاقل أولى بالتوكل منه سيما من دخل إلى باب الاشتغال بأفضل الأعمال بعد الإيمان وهو طلب العلم كذا قرره ابن الحاج وهو أوجه من قول البعض الحديث مسوق للتنبيه على أن الكسب ليس برازق بل الرازق هو اللّه تعالى لا للمنع عن الكسب ‏{‏فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه‏}‏ وقال الحرالي‏:‏ الطير اسم جمع من معنى ما فيه الطيران وهو الخفة من ثقل ما ليس من شأنه أن يعلو في الهواء مثل بالطير لأن الأركان المجتمعة في الأبدان طوائر تطير إلى أوكارها ومراكزها فأخبر بأن الرزق في التوكل على اللّه لا بالحيل ولا العلاج قال الداراني‏:‏ كل الأحوال لها وجه وقفا إلا التوكل فإنه وجه بلا قفا يعني هو إقبال على اللّه من كل الوجوه وثقة به وفيه أن المؤمن ينبغي أن لا يقصد لرزقه جهة معينة إذ ليس للطائر جهة معينة ومراتب الناس فيه مختلفة وما أحسن ما قال شيخ الإسلام الصابوني‏:‏

توكل على الرحمن في كل حاجة * أردت فإن اللّه يقضي ويقدر

متى ما يرد ذو العرش أمراً بعبده * يصبه وما للعبد ما يتخير

وقد يهلك الإنسان من رجه أمنه * وينجو بإذن اللّه من حيث يحذر

- ‏(‏حم ت ه‏)‏ في الزهد ‏(‏ك‏)‏ في الرقائق ‏(‏عن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح وقال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي ورواه النسائي عنه أيضاً‏.‏

7421 - ‏(‏لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود‏)‏ كلهم وفي رواية لم يبق يهودي إلا أسلم والمراد عشرة مخصوصة ‏[‏ص 312‏]‏ ممن ذكر في سورة المائدة وإلا فقد آمن به أكثر والمعنى لو آمن بي في الزمن الماضي كالزمن الذي قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة أو حال قدومه أو المراد من رؤسائهم وأحبارهم وفيه إشارة إلى أن اليهود أتباع ومقلدون قال السهيلي‏:‏ ولم يسلم من أحبار اليهود إلا اثنان ابن سلام وابن صوريا وتعقبه ابن حجر بأنه لم ير لابن صوريا إسلاماً من طرق صحيحة‏.‏

<تنبيه> اليهود أصله اليهوديون حذفت منه ياء النسبة واشتقاقه من اليهود وهو التوبة أو الميل أو الرجوع من شيء إلى ضده يقال هاد إذا تاب أو مال أو رجع من خير إلى شر وعكسه قال تعالى ‏{‏إنا هدنا إليك‏}‏ أي تبنا أو ملنا أو رجعنا فسموا به لأنهم تابوا عن عبادة العجل أو مالوا من الحق إلى الباطل ورجعوا من الخير إلى الشر وخلطوا في اعتقادهم‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي هريرة‏)‏ وقضية اقتصار المصنف على البخاري أنه مما تفرد به عن صاحبه والأمر بخلافه فقد خرجه مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة بلفظ لو تابعني عشرة من اليهود لا يبقى على وجه الأرض يهودي إلا أسلم‏.‏

7422 - ‏(‏لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب اللّه عليكم‏)‏ لأن نار الندم تحرق جميع الخطايا ونور الخشية يمحق عن القلب ظلمة السيئة ولا طاقة لظلام الخطايا بنور الحسنات كما لا طاقة لكدر الوسخ ببياض الصابون‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي هريرة‏)‏ قال المنذري‏:‏ إسناده جيد وقال الحافظ العراقي‏:‏ إسناده حسن وتبعه المصف فرمز لحسنه ورواه أحمد وأبو يعلى عن أنس يرفعه وزاد في رواية في أوله القسم فقال‏:‏ والذي نفس محمد بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم لغفر لكم قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات اهـ‏.‏

7423 - ‏(‏لو أذن اللّه تعالى لأهل الجنة في التجارة لاتجروا في البز‏)‏ بالفتح وزاي معجمة نوع من الثياب أو الثياب من أمتعة البيت وأمتعة التاجر ‏(‏والعطر‏)‏ أي الطيب قال ابن الجوزي‏:‏ فيه أن ذلك أفضل ما يتجر فيه‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ كذا في أكثر النسخ الذي رأيته في كلام بعض الحفاظ عازياً للطبراني إنما هو في الصغير لا الكبير فليحرر ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني الحمصي قال العقيلي‏:‏ لا يتابع على هذا الحديث وليس له إسناد يصح وليس بمحفوظ وقال ابن الجوزي‏:‏ فيه العطاف بن خالد قال ابن حبان‏:‏ يروي عنه الثقات ما ليس من حديثهم وأورده في الميزان في ترجمة عبد الرحمن السكوني عن العطاف عن نافع عن ابن عمر وقال‏:‏ لا يجوز أن يحتج به‏.‏

7424 - ‏(‏لو أعلم لك فيه خيراً لعلمتك ولكن ادع بما شئت بجد واجتهاد وأنت موثق بالإجابة لأن أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد فذلك الذي يسمع ويستجاب وإن قل‏)‏ وخلافه مذموم مردود فكيف بمن يزخرف أسجاعاً يدعو بها ويتفاصح على ربه ويتشبه بحال أهل اللّه ويتصلف ويتكلف من أهل زماننا‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن معاذ‏)‏ بن جبل‏.‏

7425 - ‏(‏اغتسلتم من المذي‏)‏ بفتح فسكون مخففاً أو بفتح فكسر فتشديد ماء أبيض رقيق لزج يخرج من نحو ملاعبة ‏[‏ص 313‏]‏ أو تذكرة وقاع أو إرادته ‏(‏لكان أشد عليكم من الحيض‏)‏ لأن أغلب منه وأكثر ففي عدم وجوب الغسل منه تخفيف وأي تخفيف واستفيد منه أن الغسل لا يجب به وهو إجماع الأمر بالوضوء منه في البخاري كالآمر بالوضوء من البول ولم يصب من زعم أن الوضوء يجب بمجرد خروجه والصواب أنه من نواقض الوضوء كالبول وغيره وجاء في البخاري الأمر بغسل الذكر منه والمراد به عند الشافعية المتعدي وما انتشر منه وأخذ بظاهره الحنابلة والمالكية فأوجبوا استيعابه بالغسل‏.‏

- ‏(‏العسكري في‏)‏ كتاب ‏(‏الصحابة‏)‏ من طريق همام عن قتادة ‏(‏عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي‏)‏ بضم المعجمة وسكون الموحدة وعين مهملة نسبة إلى ضبعة قبيلة من قيس نزلوا البصرة ‏(‏مرسلاً‏)‏ قال في الإصابة‏:‏ قال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان حديث مرسل‏.‏

7426 - ‏(‏لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي‏)‏ قال الحكيم‏:‏ إنما لم يفلت منها أحد لأن المؤمن أشرق نور الإيمان بصدره لكنه باشر الشهوات وهي من الأرض والأرض مطيعة وخلق الآدمي وأخذ عليه الميثاق في العبودية فيما نقض من وفائها صارت الأرض عليه واجدة فإذا وجدته ببطنها ضمته ضمة فتدركه الرحمة وعلى قدر مجيئها يخلص فإن كان محسناً فإن رحمة اللّه قريب من المحسنين وقيل هي ضمة اشتياق لا ضمة سخط وظاهر الحديث أن الضمة لا ينجو منها أحد لكن استثنى الحكيم الأنبياء والأولياء فمال إلى أنهم لا يضمون ولا يسألون وأقول استثناؤه الأنبياء ظاهر وأما الأولياء فلا يكاد يصح ألا ترى إلى جلالة مقام سعد بن معاذ وقد ضم‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري قال‏:‏ دفن صبي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكره قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

7427 - ‏(‏لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة‏)‏ أي لا يدخلها أحد من الأمم ‏(‏قبل سابق أمتي‏)‏ أي سابقهم إلى الخيرات فالسابق إلى الخير منهم يدخل الجنة قبل السابق إلى الخيرات من سائر الأمم وقيل أراد سابق أمته الصديق فهو أول من يدخل الجنة بعده والأرجح الأول فبهذه الأمة فتح العبودية يوم الميثاق وبها تختم يوم تصرم الدنيا وبها يفتح باب الرحمة فيدخلون داره السابق فالسابق على قدر رعاية الحقوق ووفاء العهود وظاهر صنيع المصنف إن ذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه الديلمي وغيره إلا بضعة عشر رجلاً منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط اثنا عشر وموسى وعيسى ابن مريم اهـ بحروفه‏.‏

- ‏(‏طب عق عن عبد اللّه بن عبد‏)‏ بغير إضافة ‏(‏الثمالي‏)‏ بضم المثلثة وفتح الميم وكسر اللام نسبة إلى ثمالة بطن من الأزد قال الهيثمي‏:‏ وفيه بقية وهو ثقة لكن يدلس وقد مر‏.‏

7428 - ‏(‏لو أقسمت لبررت أن أحب عباد اللّه إلى اللّه‏)‏ أي من أحبهم إليه ‏(‏لرعاة الشمس والقمر‏)‏ يعني المؤذنين وأصل الرعاة حفاظ الماشية وقد قيل للحاكم والأمير راع لقيامهما بتدبير الناس وسياستهم فلما كان المؤذنون يراعون طلوع الفجر والشمس وزوالها عن كبد السماء وبلوغ ظل الشيء مثله والغروب ومغيب الشفق سموا رعاة لذلك ‏(‏وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم‏)‏ بفتح الهمزة وقيل بكسرها وقد مر ذلك مبسوطاً‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة أبي بكر المطرز ‏(‏عن أنس‏)‏ وفيه الوليد بن مروان أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ مجهول وجنادة بن مروان ضعفه أبو حاتم واتهمه بحديث والحارث بن النعمان قال البخاري‏:‏ منكر الحديث وهذا الحديث رواه أيضاً الطبراني في الأوسط باللفظ ‏[‏ص 314‏]‏ المزبور عن أنس المذكور وضعفه المنذري‏.‏

7429 - ‏(‏لو أهدى إليَّ كراع‏)‏ كغراب ما دون الركبة إلى الساق من نحو شاة أو بقرة ‏(‏لقبلت‏)‏ ولم أرده على المهدي وإن كان حقيراً جبراً لخاطره ‏(‏ولو دعيت إليه‏)‏ أي لو دعاني إنسان إلى ضيافة كراع غنم ‏(‏لأجبت‏)‏ لأن القصد من قبول الهدية وإجابة الدعوى تأليف الداعي وإحكام التحابب وبالرد يحدث النفور والعداوة ولا أحتقر قلته والكراع أيضاً موضع بين الحرمين قال الطيبي‏:‏ فيحتمل أن المراد بالثاني الموضع فيكون مبالغة لإجابة الدعوى اهـ‏.‏ وقال غيره‏:‏ كان عليه السلام ناظراً إلى اللّه معرضاً عما سواه يرى جميع الأشياء به والعطاء والمنع منه والمعنى لو أهدي إليَّ ذراع لقبلت لأنه من اللّه إذ هو على بساطه ليس معه غيره وقوله لو دعيت عليه لأجبته معناه أنه يناجيه فلا يسمع غيره داعياً فقبوله منه تعالى وإجابته إياه لأنه معه لا يسمعه غيره قال ابن حجر‏:‏ وأغرب في الإحياء فذكر الحديث بلفظ كراع الغنم ولا أصل لهذه الزيادة وفيه حسن خلق المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وحسن تواضعه وجبره للقلوب بإجابة الداعي وإن قل الطعام المدعو إليه جداً والحث على المواصلة والتحابب‏.‏

- ‏(‏حم ت حب عن أنس‏)‏ ورواه البخاري عن أبي هريرة في مواضع النكاح وغيره بلفظ لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إليَّ ذراع لقبلت‏.‏

7430 - ‏(‏لو بغى جبل علي جبل‏)‏ أي تعدى عليه وسلك سبيل العتو والفساد معه ‏(‏لدك الباغي منهما‏)‏ أي انهدم واضمحل وقد نظم ذلك بعضهم فقال‏:‏

يا صاحب البغي إن البغي مصرعة * فاعدل فخير فعال المرء أعدله

فلو بغى جبل يوماً على جبل * لاندك منه أعاليه وأسفله

- ‏(‏ابن لال‏)‏ في مكارم الأخلاق ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وظاهره أن المصنف لم يره مخرجاً لأشهر منه ولا أمثل وهو ذهول عجيب فقد خرجه البخاري في الأدب المفرد باللفظ المذكور عن ابن عباس وكذا البيهقي في الشعب وابن حبان وابن المبارك وابن مردويه وغيرهم فاقتصاره على ابن لال من ضيق العطن‏.‏

7431 - ‏(‏لو بنى مسجدي هذا إلى صنعاء‏)‏ بلدة باليمن مشهورة ‏(‏كان مسجدي‏)‏‏.‏

- ‏(‏الزبير بن بكار في‏)‏ كتاب ‏(‏أخبار المدينة‏)‏ النبوية ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر كلام المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من المشاهير وهو عجب فقد خرجه الديلمي باللفظ المذكور وكذا الطيالسي‏.‏

7432 - ‏(‏لو ترك أحد لأحد لترك ابن المقعدين‏)‏ لهما‏.‏

- ‏(‏هق عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ كان بمكة مقعدان لهما ابن شاب فكان إذا أصبح نقلهما فأتى بهما المسجد فكان يكتسب عليهما يومه فإذا كان المساء احتملهما ففقده النبي صلى اللّه عليه وسلم فسأل عنه فقيل مات فذكره قال الذهبي في المهذب‏:‏ فيه عبد اللّه بن جعفر بن نجيح قال المدني‏:‏ واه اهـ‏.‏ ورواه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبد البر بن جعفر بن نجيح وهو متروك وفي الميزان متفق على ضعفه وساق أخباراً هذا منها‏.‏

7433 - ‏(‏لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم‏)‏ منه ‏(‏ما أكلتم منها لحماً سميناً‏)‏ لأن بذكره تنقص النعمة وتكدر صفوة اللذة وذلك مهزل لا محالة‏.‏ في هذه الحكمة الوجيزة أتم تنبيه وأبلغ موعظة للقلوب الغافلة والنفوس اللاهية ‏[‏ص 315‏]‏ بحطام الدنيا والعقول المتحيرة في أودية الشهوات عن هازم اللذات ثم غاب عن ذوي العقول كيف لهوا عن شأن الموت حتى ثملوا بالطعام وعبلت أجسادهم من الشبع من الحرام والبهائم التي لا عقول لها لو قدر شعورها بالموت وسكرته وقطعه عن كل محسوس لمنعها من الهناء من الطعام والشراب بحيث لا تسمن فما بال العقلاء أولي النهى والأحلام مع علمهم بقهر الموت وحسرة الفوت لا يدري بماذا يسر ولا إلى أين ينقلب فالموت طالب لا ينجو منه هارب فهناك تجلى حقيقة من أحب لقاء اللّه فأحب اللّه لقاءه‏.‏